الجمعة، 15 أبريل 2011

قصة معبرة



عندما أراد التتار غزو بلاد المسلمين، حيث كانت بلادًا قوية وممتدة وموحدة، أرسل زعيمهم بعض الجواسيس ممن يدرسون نفسيات وممارسات العدو القادم. فلما وصل هذا الجاسوس لبلاد المسلمين وجد شابًا مسلمًا في الرابعة عشرة من عمره، ينظر إلى القمر.

فسأله : فيمَ تفكر؟

فأجاب الشاب بكل ثقة وطموح وثبات : أفكر في إيجاد الشيء الذي أخدم به أمتي، وأُعلي شأنها بين الأمم، وأقدم حياتي وعمري له ومن أجله!!

فقطع الجاسوس زيارته، وعاد إلى زعيمه مسرعًا، وأخبره بهذه الإجابة العميقة والدقيقة من شاب يافع يحلم بأحلام عظيمة ورؤية ملهمة.

فرد زعيم التتار : لن نستطيع الهجوم عليهم وهم بهذه العقليات والاهتمامات الكبيرة والمؤثرة، فإن كان الشاب اليافع يفكر هكذا، فكيف بقادتهم وكبرائهم؟؟

فمرت الأيام، وبعد عشر سنوات أمر الزعيم الجاسوس نفسه بأن يذهب إلى بلاد المسلمين للمهمة نفسها، فذهب فوجد شابًا في المكان نفسه ينظر إلى القمر.

فسأله: فيمَ تفكر؟؟

فرد الشباب : إنني حائر بمطلع قصيدة غزلية أريد أن أهديها لعشيقتي!!

فعاد الجاسوس مسرعًا، وأخبر زعيمه بالخبر اليقين، وبالتغيرات التي حصلت في الاهتمامات والأفكار والممارسات لدى المسلمين، حيث كانت اهتمامات كبيرة وهامة، وذات أثر ومعنى، وبعدها انحدرت الأمور والاهتمامات إلى وحل الاهتمامات الشخصية والسطحية والساذجة والغير مجدية على الإطلاق.

فأمر زعيم التتار بتحضير الجيش وبَدْء الزحف على بلاد المسلمين..

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
منقول

ليست هناك تعليقات: